هل تواجه الفصائل العراقية المسلحة خطر الاستهداف الأمريكي بعد إعلانها دعم الحوثيين؟

في ظل المستجدات الأخيرة، يبدو أن إعلان الفصائل العراقية تأييدها لليمن قد يعرّض الهدنة غير الرسمية بينها وبين القوات الأمريكية في العراق للخطر. هذا التطور أثار قلق الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، الذي يخشى أن تدفع الضربات الأمريكية في اليمن تلك الفصائل إلى استئناف هجماتها على القوات الأمريكية داخل الأراضي العراقية.

وفقًا للمعلومات المتاحة، عقدت الفصائل العراقية اجتماعًا طارئًا خلال الساعات الماضية، حيث تمحورت النقاشات حول تداعيات الغارات الأمريكية في اليمن. وهناك قلق حقيقي من أن تصبح الفصائل العراقية الهدف التالي لهذه الضربات.

من جانب آخر، برزت مواقف لافتة من بعض الجهات داخل الإطار التنسيقي الشيعي، وهو التحالف السياسي الأكبر الداعم للحكومة العراقية. بعض هذه الأطراف ترى أن إيران تواجه تصعيدًا أمريكيًا متزايدًا في الوقت الحالي، ما يثير مخاوف من أن تلجأ طهران إلى استغلال الفصائل العراقية كورقة ضغط ضد واشنطن ردًا على ذلك التصعيد.

على صعيد التعامل مع هذه الأزمة، بادر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى اتخاذ خطوات لاحتواء الموقف. أولاً، دعا إلى اجتماع للمجلس الوطني للأمن لمناقشة آثار الضربات الأمريكية في اليمن على العراق. ثانيًا، يعمل السوداني على عقد لقاء مع قادة الإطار التنسيقي الشيعي لبحث سبل السيطرة على الفصائل وضمان التزامها بالهدنة القائمة مع القوات الأمريكية.

في هذه الأثناء، دخل التيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، على خط الأزمة، حيث أكد الصدر أن رئيس الوزراء لا يمتلك سلطة حقيقية على الفصائل المسلحة، مشددًا على أن إيران هي الجهة الوحيدة التي تستطيع التأثير على قرار هذه الفصائل بشأن استمرار أو إنهاء الهدنة مع الأمريكيين.

أما احتمال تعرض الفصائل العراقية لضربات أمريكية مماثلة لتلك التي استهدفت الحوثيين في اليمن، فهو احتمال قائم بقوة. هناك عدة مؤشرات تعزز هذا السيناريو، أبرزها فشل الحكومة العراقية في تفكيك هذه الفصائل أو نزع أسلحتها، إضافة إلى استمرار أنشطتها العسكرية وعلاقاتها الوثيقة مع الحرس الثوري الإيراني.

وبناءً على هذه المعطيات، فإن خيار توجيه ضربات أمريكية للفصائل العراقية يبدو مرجحًا جدًا، وقد يتزامن مع استمرار العمليات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن أو يتبعها في وقت لاحق.