باسيل في العشاء السنوي ل “التيار الوطني

اجتمع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في فندق الحبتور مع عدد كبير من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والحزبية في العشاء السنوي الذي نظمه التيار، حيث ألقى خطاباً تناول فيه مختلف القضايا الوطنية والإقليمية.

أكد باسيل في كلمته أن “التيار الوطني الحر” يمثل 14 آذار الحقيقي الذي يستند إلى مبادئ الحرية والسيادة والاستقلال، بينما وصف الآخرين بأنهم يمثلون نسخة زائفة من هذه المبادئ لأنهم يتعاملون معها كشعارات فقط. وأضاف أن التيار حافظ على التزامه بهذه المبادئ طوال السنوات الماضية، بينما تخلّى الآخرون عنها بدافع المصالح السياسية.

باسيل استعرض تاريخ التيار منذ تأسيسه، مشيراً إلى أن التيار انطلق من قرار وطني حر، واستمر على هذا النهج رغم الضغوط التي واجهها، سواء في مواجهة النظام السوري في 1989 أو في عزله السياسي عام 2005، وصولاً إلى ما وصفه بمحاولة محاصرته في انتفاضة 17 تشرين 2019.

وأشار باسيل إلى أن المحاولات لعزل التيار لم تتوقف، مستشهداً بما وصفه بمحاولات فرض إملاءات خارجية في عام 2025، مشدداً على أن “التيار الوطني الحر” بقي ثابتاً في مواجهة هذه الضغوط. وأكد أن التيار سيواصل الدفاع عن استقلالية القرار اللبناني دون الخضوع لأي تدخل خارجي.

ووجّه باسيل رسالة إلى الرئيس ميشال عون قائلاً: “أفتخر أنني تصرّفت في 2025 كما تصرّفتَ أنت في 1988، ورفضت اتفاق الخماسية الذي يحاول فرض رئيس للجمهورية علينا”. وأكد أن التيار سيبقى متمسكاً بقراره الوطني الحر، معتبراً أن هذا الالتزام هو مصدر فخر لهم حتى لو بقيت خزائنهم فارغة، مقابل أن تبقى رؤوسهم مليئة بالكرامة.

وتحدث باسيل عن الانتخابات المقبلة عام 2026، معتبراً أنها ستكون محطة مصيرية بالنسبة للتيار، مؤكداً أنهم سيتصدون مجدداً لمحاولات إضعافهم. وأعلن في هذا السياق إطلاق “الصندوق الانتخابي 2026″، داعياً الجميع للمساهمة فيه حفاظاً على استقلالية قرار التيار.

وأكد باسيل أن التيار كان على الدوام في موقع المعارضة للهيمنة الخارجية والفساد، ورفض المسّ بالسيادة الوطنية. وأضاف أن التيار عارض السياسات المالية والاقتصادية الفاشلة، وواصل المطالبة بحقوق المجتمع رغم التحديات.

وفي حديثه عن الوضع في سوريا، عبّر باسيل عن قلقه من تداعيات الأحداث هناك وتأثيرها على لبنان، مشيراً إلى أن ما يحدث هو محاولة “أفغنة” سوريا، وهو أمر لا يمكن أن يُقبل في المنطقة. كما أثنى على وثيقة الأخوة الإنسانية التي رعتها دولة الإمارات، معتبراً أنها تجسّد القيم الحقيقية للإسلام والمسيحية.

باسيل شدد على أن “التيار الوطني الحر” يرفض الخضوع لأي ضغوط خارجية، مؤكداً أنه سيواصل العمل بطريقة بنّاءة وإيجابية من داخل الدولة وخارجها. وختم كلمته برسالة أخرى إلى الرئيس ميشال عون، قائلاً: “كلما ازداد التيار اضطهاداً، زادت صلابته، وكلما أبعدوه، أصبح أقوى. نحن مستمرون في مسيرتنا، ولن نتخلى عن كرامتنا وحقوقنا الوطنية”.