كافحوا الدويلة ليقوم الوطن.

كافحوا الدويلة ليقوم الوطن.
اسقطوا وهم الدويلة من حساباتكم وهلموا بنا جميعاً إلى بناء الدولة الضامنة لحقوق جميع اللبنانيين، دولة القانون والمؤسسات، نحن الذين ندفع ثمن الفوضى والسلبطة منذ ما يقارب الستين سنة. إخواني في المواطنة شيعة لبنان، من بنى على الباطل والاغتيال والإستعلاء وغطرسة القوة والسلاح، وتصنيع وتصدير المخدرات، وعلى الحماسة المذهبية والعصبيات والمظلومية التاريخية، ومصادرة أراضي الناس، وتجويف مؤسسات الدولة لصالح المشروع الخميني العقائدي، لقد سقط مشروعكم وكان سقوطه مريعا ولو كان يملك الألاف الصواريخ والمسلحين، ونقطة ضعف الواهم بقدراته وقوته كما يقول المفكر بول فاليري أنه لا يؤمن إلا بالقوة والغطرسة، ولو أدت به إلى الخراب، وخطيئة المسؤولين لديكم أنهم لم يقرأوا ما كتبه المفكر تاليران أن يمكن للمرء أن يفعل كل شيء بالحراب إلا الجلوس فوقها، وتذكروا ما قاله نابوليون أنه ليس في العالم إلا قوتان: السيف والفكر ومع الزمن ينتصر الفكر دائماً على السيف.
واستناداً على هذه المقدمة نطلق الصرخة خاصةً بعد سقوط حلم الدويلة للإستيلاء على الوطن لصالح مشروع الخيمنة، ومنعا لتمديد الأزمة وتجددها وتشعبها إلى داخل النسيج الوطني، نطلب إلى الشيعة إدراك خطورة المرحلة والتعقل للتفاهم على العيش المشترك وذلك يكون بتسليم السلاح إلى الشرعية. وندعوهم بكل صدق إن أرادوا الإكمال معنا إلى التعاون والإيجابية وكبح جموح الرؤوس الحامية لديهم لمنع حدوث أي صدام داخلي بين الشرائح اللبنانية المتداخلة، فدعوتنا إليهم النظر إلى المستقبل بكل واقعية وأمل وإيمان بهذه الأرض وبالعيش المشترك للحفاظ على الوطن ، ومناشدتنا لهم أن يتعاونوا للحفاظ على مقومات الشرعية وعدم تصديق ما تبثه لهم أجهزة التضليل والدعاية الصفراء، وعدم الضعف أمام الإغراءات المذهبية وسموم طهران ومحاولات الابتزاز التي يتوهمون بها، كذلك ندعوهم إلى التعقل وتصديق اللبنانيين لا الغريب، فلبنان لنا ولجميع العائلات اللبنانية الفسيفسائية.
المنطقة كلها تغلي وهي في مهب الريح والمطلوب منا جميعاً اللحمة والاستعداد لمواجهة هذا الغليان بقرار لبناني واحد مسيحي ومسلم تحت مظلة الشرعية والدولة والقانون، فاليوم مصيرنا ككيان مهدد ولا مجال للتوقف أمام المهاترات والحساسيات الصغيرة، فلنعمل على تحصين وطننا والسير به إلى الأمام. هذه هي دعوتنا الصريحة لكم لفك ارتباطكم عن المشروع الخميني السوريالي المدمر، وقد آن الأوان أن نكون يدا واحدة تعمل من أجل لبنان فقط، خاصةً بعد انكسار مشروعكم وانتظار دول القرار أن تخطأوا مرة اخرى لتدميركم ومحققم، وهذا ما لا نريده، والسلام…